مدرسة دار العلم في مشهد المقدسة

(تابعة لأوقاف سماحة الإمام الخوئي (قده) في ايران)

تعد مدينة مشهد المقدسة واحدة من مراكز العلم الديني الكبرى في العالم الاسلامي عموما والشيعي خاصة. وقد احتضنت المدينة على مدى تأريخها مدارس وحوزات عديدة، خرجت عشرات الالاف من العلماء وأساطين المجتهدين في العالم الاسلامي الشيعي.

ونظرا للتوسع المتعاقب الذي عرفه الحرم الرضوي المقدس، فقد وقعت أغلب المدارس العلمية المبنية سابقا ضمن ساحة الحرم، ما جعل الحاجة شديدة لبناء مدارس جديدة تلبي التوسع العلمي والزيادة المضطردة في طلاب العلوم الحوزوية. لذلك فقد أمر الإمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قده) ببناء مشروع "مدرسة دار العلم" منذ منتصف السبعينيات. لكن المشروع الاصلي تعرض لبعض المشاكل التي أخرت افتتاحه الى بداية الثمانينيات من القرن الماضي.

تقع "مدرسة دار العلم" الى الشرق من الحرم الرضوي المقدس على مسافة لا تتجاوز الالف متر. وتشغل المدرسة مساحة أكثر من عشرة الاف متر مربع، بينما تتكون مساحة البناء من أكثر من ثلاثين ألف متر مربع.

تتكون المدرسة من بنايتين رئيسيتين تضم كل واحدة منها بحدود ١٥٠ غرفة بما مجموعه ثلاثمائة غرفة. وفيما تضم البناية الاول غرف سكن الطلاب الدارسين، تضم البناية الثانية صالات الدراسة والملحقات الاخرى. وتضم المدرسة  أكثر من الف وخمسمائة فرد بين طالب واستاذ وموظف. وتقدم مدرسة دار العلم دروسها الحوزوية في علوم الفقه والاصول والادب العربي.

اضافة الى ذلك تضم المدرسة مكتبة ضخمة، تزيد مساحتها على ألفي متر، وتحتوي على أكثر من ٨٠ ألف كتاب، منها نسخ حجرية قديمة ونادرة، بالاضافة الى خمسمائة مخطوطة.

تستقبل المدرسة يوميا أكثر من ألف زائر بينهم الاساتذة والطلاب والباحثون الاكاديميون الذين يقصدون المطالعة، حيث توجد في المدرسة قاعة لقراءة الصحف والمجلات بالاضافة الى وجود قاعة للكمبيوتر.